الجمعة، 6 يناير 2017

حقيقة الصور البراقة



أتتني باكية مهرولة تطلب النجدة 
ارتمت بين ذراعيً وأفرغت تلك الدموع التي كلما نزلت كلما أراحت قلبها وخففت حملها ..
سألتها : ما بك حبيبتي ؟ 
أجابت : أريد حياتا كحياتها وزوجا كزوجها وأطفالا كأطفالها وعالما كعالمها 
ابتسمت مشفقة على قلبها وسألتها : ماذا تعرفين عن حياتها ؟ 
أجابتني : تتحكم في حياتها.. 
تعرف ما تريد ..
يعاونها زوجها ..
يفهمهما أطفالها وتفهمهم .. 
يحبها أهلها وتحبهم .. 
يدعمها الكل ويحبونها ..
وتتفاهم مع زوجها كما لم استطع يوما أن اتفاهم معه.. 
تستطيع فعل ما الا أفعله في كل شيء.. 
اجبتها بابتسامة متفهمه : 
تحكين عن حياتها وكأنها فيلم مثالي رومانسي من الدرجة الأولى 
أتشاهدين أفلاما كثيره هذه الأيام أيتها المحتاله ؟؟ 
ضحكت وقالت ياليتني أجد الوقت لمشاهدة أفلام تخرجني من واقعي المؤلم 
ضحكتُ وطالت ضحكتي حتى كادت أن تغضب مني 
فنظرت اليها وقلت : لا تغضبي فوالله لأ اضحك عليك أبدا 
ولكني أضحك على الواقع المؤلم الذي نعيشه جميعا بلا استثناء 
 حتى هذه المثالية التي تدعين وجودها اضحك أيضا على واقعها المؤلم الذي لاتعلمين عنه شيئا وتتحدثين عنه بمنتهى الثقة 
تماما مثلما نشاهد فيلما وينسج عقلنا المريض انه أحداث حقيقية علًنا نستطيع أن نهرب من الواقع اليه  قليلا فيسري عنا حتى نستطيع ان نكمل الحياه 
بينما واقع الأمر انه ليس هناك حياة كهذه الحياة التي تتحدثين عنها حبيبتي 
ربما رسمتِ أنتِ تلك الصورة فقط من بعض المواقف التي كانت تحكيها 
وقام عقلك دون وعي منكِ برص هذه المواقف متجاوة فصنع منها فيلما خياليا لا يوجد في الحقيقة 
ليست هناك هذه الحياة المثالية على وجه هذا الكوكب أو غيره من الكواكب 
فمثل هذه الحياة لاتوجد الا في مكان واحد فقط : الجنة ياعزيزتي فادعِ الله أن اكون انا وأنت من أهلها 
اجابتني : لا تقنعيني فهي كما قلت لك 
مثالية في كل شيء 
تفعل كل شيء كما يجب أن يكون 
ارجوكِ دليني على الطريق حتى استطيع أن اكون مثلها !!
رددت عليها : 
 حبيبتي انت فقط تنظرين الى جزء من النتيجه ولا تستطيعين ادراك الطريق الشاق الذي أوصلها الى هذه النتيجه 
أوتعلمين .. سأخبرك أين القطعه الناقصة في هذه الصور التي في مخيلتك 
 انها هناك تختفي بين تلك اللمسة التي تلمس بها طفلها وهي تنظر الى عينيه باحتواء وتبتسم وينظر اليها في حب وتفاهم 
خلف هذه النظره تختفي الكثير من الليالي المضنية من الألم والتعب والإرهاق 
خلف هذا الاحتواء يقبع الصبر والتعلم والتدريب والتجربه 
خلف ذلك الهدوء يقبع البركان الذي عصف بحياتها وتنائرت كما تتناثر الأشلاء
فقط هي نست أو تناست ان تحكي لكِ عن كل التجارب والآلام والصبر الذي سبق التقاط هذه الصوره ..
لم تخبرك انها كانت تغضب مثلك وتعلمت كيف تصبر 
ورغم أنها تعلمت الصبر والتحكم في أعصابها إلا انها لا تستطيع تطبيق ذلك طوال الوقت ..
لم تخبرك انها كانت تغلق باب حجرتها وتبكي وتتضرع وتقول يا الله لاحول ولاقوة لى إلا بك 
خرجت من حولي وقوتي ولجأت ببابك فثبتني وأعني على التحمل والصبر وأعني على المواصلة
 لم تخبرك كم من الأيام حاولت وفشلت ثم حاولت وفشلت ثم حاولت وفشلت وتعلمت من هذا الفشل كيف تصنع النجاح وكيف تفهم اطفالها 
لم تخبرك ان زوجها لم يكن متفاهما على الإطلاق
 ولم يكن متعاونا كما تتخيلين 
وغالبا لم تخبرك انهما كانا على وشك الانفصال أو ربما انفصلا لأن الحياه بينهما اصبحت مستحيلة 
لم تخبرك انها جددت النيه وجدد هو النيه وابتهلا بالدعاء ان يصلح الله ما بينهما 
لم تخبرك كم جاهدا ليصلا الى تلك المرحلة 
لم تخبرك ما نوع هذا الألم الذي تحمله بين طيات قلبها والذي لن تستطيعي تحمله 
أو ما هو الابتلاء الذي يصاحبها في حياتها 
وكيف تعلمت أن ترضى وتحمد الله على البلاء قبل النعمه .. 
كما انها هي الأخرى لاتستطيع ان تتحمل ألمك 
لأن الله يعطي كل منا الألم على قدر تحمله 
حبيبتي لن تستطيعي ان تكوني مثلها ..
هذه هي الحقيقة التي لابد ان تعرفيها ويجب أن تدركيها جيدا ..
لكن من الممكن جدا ان تكوني أفضل منها .. 
انظري فقظ الى نفسك وبيتك 
اصلحي مابينك وبين ربك 
يصلح الله ما بينك وبين الناس 
انظري الى زوجك وابنائك بعين أخرى 
اعلم انك لا تعرفين كيف تنظرين اليهم وستسألين : ما نوع هذه النظره التي تتحدثين عنها؟
ولن استطيع ان اخبرك بذلك 
فهي من الأشياء التي يجب أن تخرج من اعماقك لا من كلماتي 
عندما تدعين الله كثيرا وتلجأين اليه 
وتبحثين عن طريق العلم الصحيح للتفاهم مع نفسك وزوجك وأطفالك 
ستعرفين ماهي هذه النظره وكيف تكون
فقط ابحثي عنها فهي طريق البداية 
ولا تتمني حياة أحد 
فأنت لا تعلمين ماذا يقبع خلف تلك الصورة التي ترينها براقه 
لأن كل انسان في هذه الحياة لابد أن يحمل قلبه وحياته الألم
تختلف الأسباب والنتائج ويبقا الألم له نفس المذاق في كل الأفواه والقلوب ..
وكل يتخيل أن المه هو الألم الأعظم 
ولو علمنا آلام غيرنا لحمدنا الله كثيرا على آلامنا 
نظرت اليً بحب وقالت فهمت الآن
شاهدتها وهي تغادر وأنا احدث قلبي واٌقول : كم أتمنى فعلا أن تكون فهمت ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر التعليقات

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *